About

مختارة

الاحدث

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Navigation

دَفعَـتني



"دَفعَـتني"


اِنتبهت أمّي بعدَ أربعِ سنوات أنّني كاتبة غبيّة، طبعًا كنتُ حاولتُ دائمًا جذبَ اِنتباههَا دون الاِعتراف، التصرِيحُ بـِ الأشيَاء بيننَا و بينَ والِدينَا أمرٌ مكروهٌ بعضَ الشّيئ خاصّة الأم لأنّها لا يخفَى عليهَا شيئْ أبدًا.. كُنتُ أقرأ كثيرًا أمامهَا، طلبتُ منها عمدًا أن تشترِي لي قصاصَات تحوِي أحرُف الأبجديّة العَربية لأنّ حروفَ حاسوبِي قد مُحيّت، كنتُ أيضًا كلّما نُشر لي شيئٌ في الجريدَة أخبرُ أختِي و الفَرحَة تغمرنِي و أتعمّد أن تسمَع ذلكَ 
كنتُ أحِسّ أنها تفخَر لـِ صنيعِي، لكِن كانَت تملكُ نفسَ الخَوف الذّي كان ينتَابني من عَالم الكتَابة، الكتَابة حياَة أدرِ، الكتَابة إسمٌ أو تقريبـًا أمٌ لـِ العاجزِين في الأرض، أولائكَ الذّين سقَطت قلوبُهم غفوَةً منهم، مَن تدُبّ الفُصحَى في أجسادهِم لَكن أن تكتُب أمرٌ مريِبٌ نوعًا مَا، أتحدّث عن من هُم مثلِي، يكتبُون أنفُسهم دُون خجلْ، يفتحُون المجَال لـِ أحزَانهم كي تتساقَط بينَ روايَاتهم، نحنُ -أَنَا و هُم- نقدّم أنفسنَا على أطباقٍ جاهزَة لـِ تُؤكَل دونّ تردّد، لا حِيلَة لاَ ثباتْ لا وعيٌ جديرٍ بـِ الذّكر.. هذاَ هو الخّوف الذّي كان ينتابنِي و قَد تسلّل إلى والِدتي، "الخّوف ُالعّاجزْ" .. هل تدرِ ما هو الخّوف العَاجِز! هو خوفٌ طبيعِي يصيبُ يديكَ و رُكبتيكَ بـِ الثّقل يُشبهُ كثيرًا أن تشاَهد فِيلمًا لـِ الأشباحِ و الجّن فِي رمضَان ثم تقومُ لـِ الحّمام تردّد في قلبكّ أنّ الله قد أوصدَهم لذَا لا داعِي لـِ الاِرتباك اِنّه حمَام لـِ آداء وظيفَة بيولوجيّة فـَ حسبْ طبعًا و هو مكَانٌ محبّذ لـِ الشّياطين 'تمّ وصدُهم نسيتْ

!مرحبًا مجدّدا أمّي
لقَد قامَت منذُ أيّام بـِ مبادرةَ حسَنة، اِشترتْ لـِي مذكّرة لـِ أدوّن عليهَا رفَاتي.. الجمِيل في الأمر أنّها أصبحت ترانِي راشدَة كفاية حتّى أكون كاتبَة دون خَوف حتّى دونَ حرمَاني من النّشر، لَم أصدّق أنها من تجاهلتْ شغفِي لـِ مدّة أربعِ سنوَاتٍ هي َالآن تسألنِي "لمَ لا تكمِلينَ كتابكْ"  أكملْ؟  هي تدرِي أنّني بدأتُه و توقّفت،عراقِيلْ و خوفْ و عجزْ.. ليسَ هذاَ فقطْ هي تدرِي أنّها كانَت قوّتي فِي حينْ أكلَها الخّوف على اِبنتهَا من عالمِ النّشر كَانت اِبنتها تنتَظر إعَادة إحيائِها من جدِيد،كنتُ أنتظِر دفعَة منهاَ 

..المذكّرة كَانت زرقَاء، لطَالمَا كَان الأزرق يذكّرني بـِ الأكسجينْ يُشبه كثيرًا شهيقًا أمَام البّحر 

صبَاحُ الخّير، أدعىَ إكرام لَكن في الحّقيقة اِسمي"كفَاكِ نومًا أو ربّما اصبرِي" لدَيّ واحدٌ و عشرونَ عامًا .. تلقّيتُكِ كَهدّية من أمّي
 منذُ يومينْ، ربّما سـَ نُصبحُ أصدقاءً مقرّبين اِن قرّرت ِ أن تساعدِيني على الحدِيث و لا تفشِي أسراريِ .. حسنًا بدأتُ بـِ تدوِين أيّامي.... أنَا دُون أيّام
لا أجدُ نفسِي في الأسَابيع و الشّهور التّي تمشِي فوقَ رأسِي، الأمر ُأشبَه بـِ أن تنظُر لـِ آلة الغّسيلِ و هي تدُور و ذَاكّ الصّوتُ الصّادرُ منهَا هُو روتِينُك المُميتْ.. والِدتي كانتْ تدرِي هذاَ سلفًا، كانتْ تدرِي أنّني دونَ جدوَى من كتابَة يومِيّات ٍدونَ أيّام، و أنّ تدوِين روتِيني قَد اِنتهتْ صلاحيّته أمرٌ مخزِي.. الأجدرُ بي لا أدريهِ ما هُو، ما يجِبُ فعلُه أو كيفَ أخلّص نفسِي منه ليسَ ضمنَ قدراتِي .. كلّ ما فِي الأمرْ أنّني مبتهِجةَ لأنّهَا دفعَتنـي 
مشاركة

أضف تعليق:

0 comments:

انضم الى فريق عمل مجلة وادي سوف وساعد على اثراء المحتوى السوفي على الانترنت انضمام

Aouadi Ilyas

مدير مجلة وادي سوف ومطور مواقع ومصمم جرافيك