نمو
القطاع الفلاحي بولاية الوادي :
تعتبر ولاية الوادي واحدة من
الولايات الصحراوية التي تتمتع بطابع فلاحي ملحوظ. وقد أثر هذا الطابع على نشاطها
الفلاحي بشكل كبير، حيث حققت تقدمًا ملحوظًا واكتسبت مكانة هامة على المستوى
الوطني في مجال الإنتاج الزراعي. فقد تصدرت الوادي المراتب الأولى في البلاد في
إنتاج عدة محاصيل زراعية مهمة مثل البطاطا والتمور والفول السوداني والطماطم
والزيتون[1].
وتقتصر زراعة بولاية الوادي في الأصل على زراعة النخيل، ولكن بفضل نجاح أحد
المستثمرين في زراعة البطاطس، اكتسبت هذه الزراعة شعبية واهتمامًا كبيرًا، وتعود
هذه الشعبية إلى عدة عوامل، من بينها الربح السريع والكبير، فضلاً عن كون البطاطس
سلعة ذات استهلاك واسع، وتعتبر من بين الخضر الأساسية. كما أن هذا النوع من
الزراعة يشهد نقصًا في العوائق المتعلقة بالدخول والخروج، بالإضافة إلى ذلك، تشهد
الولاية ظهور زراعات ناشئة، مثل زراعة القمح والزيتون، التي حققت نجاحًا ملحوظًا
في بعض المناطق، والتي لا تزال تجاربها في بداياتها.
وتُعتبر منطقة وادي سوف أحد أهم موردي الخضروات للسوق الجزائرية، حيث كان يمارس
الفلاحون في المنطقة هذا النوع من الزراعة تحت النخيل في شكل أحواض، ويتم زراعة المحاصيل المعيشية للاستهلاك الشخصي
في الماضي، ولكن مع تطور طرق السقي، انتقل الفلاحون إلى زراعة الخضروات بأساليب
حديثة، مثل التقطير والبيوت البلاستيكية والرش المحوري، مما أدى إلى زيادة كبيرة
في إنتاج الخضروات والمحاصيل على مدار العام. وتعرف الولاية أيضًا زراعات أخرى، مثل
زراعة الحبوب والزراعات الحقلية والزراعات المحمية والزراعات الصناعية[2].
تجدر الإشارة إلى أن الشباب في الولاية لعبوا دورًا بارزًا في تطوير
الاستثمار الفلاحي، حيث قاموا بالدخول إلى هذا المجال بمبادرة ذاتية واستخدموا
إمكانياتهم الشخصية في تحقيق نجاح حقيقي. ونتيجة لذلك، تم تحقيق تقدم ملحوظ في
إنتاجية القطاع الفلاحي في الولاية، وتحولت إلى قطب فلاحي متميز يلفت الأنظار على
المستوى المحلي والوطني[3].
وتعد ولاية الوادي ايضا المحرك الرئيسي لسوق تربية المواشي في الجنوب
الشرقي، وتتميز بتربية الأغنام والماعز بشكل خاص مقارنة بالمواشي الأخرى. كما أن
هناك الكثير من يمارس تربية الإبل خاصة البدو الرحل. ومن بين العادات الثقافية
المميزة للعائلات السوفية هو تربية الماعز داخل مساحة مخصصة في المنزل، حيث يتم
إطعام الماعز ببقايا الطعام لتجنب رميها في القمامة. ويعتبر هذا العمل موروثًا
ثقافيًا جزءًا من الحياة اليومية للمرأة السوفية. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت
ثقافة تربية النحل داخل الحقول ، حيث شجعت الدولة على هذا النوع من التربية من
خلال دورات تدريبية وحملات تحسيسية تسلط الضوء على فوائدها البيولوجية، بالإضافة
إلى توزيع صناديق مخصصة لتربية النحل على الفلاحين الصغار[4].
تحديات زراعة في ولاية الوادي
:
غياب تكامل زراعي صناعي (الصناعات
الغذائية): رغم أن زراعة التمور تعتبر من أهم المنتجات التي تصدر للخارج وتحظى بطلب
عالمي، إلا أنه لا يوجد صناعة غذائية مرافقة لها. الا بعض المحاولات المتفرقة لا
يمكن اعتبارها نشاطا اقتصاديا دائمًا، وبالتالي ناهيك عن باقي المنتوجات الزراعية
كالبطاطا والطماطم والفول السوداني والزيتون... إلخ، كل هذه المنتوجات لم تحظ بعد
بصناعة غذائية تحقق نوعا من التوازن الصناعي داخل الولاية.
- ضعف التسويق: كل الفلاحين في ولاية الوادي بما
فيهم فلاحي زراعة البطاطا يعانون غياب التسويق بالكامل، سواء على المستوى المحلي
او الوطني او حتى العالمي[5].
- ضعف التخزين رغم قوة الإنتاج وتنوعه إلا أن
قدرة الإنتاج ضعيفة جدا، حيث عدد غرف التبريد 60 غرفة لتغطية منتوج يزيد عن 16
مليون قنطار والتي لا تغطي حجم الإنتاج مما يتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية إذا
تأخر بيعها.
- الاستهلاك غير العقلاني للماء : إن وسائل السقي المستخدمة كالرش
المحوري تؤدي إلى انخفاض مستمر في منسوب المياه الجوفية وهو ما يشكل خطرا على
مستقبل الزراعة في الولاية خاصة وأن المياه الجوفية تعتبر من أهم ما تزخر به
الولاية.
- الافتقار إلى الخبرة التقنية : إن الإنتاج الفلاحي في ولاية
الوادي رغم وفرته إلا أنه مازال يفتقر إلى الأساليب الحديثة في الإنتاج والتي تتم
وفق معايير علمية وتقنية واستشارة المهندسين والمختصين خاصة فيما يتعلق بالأمراض
التي تصيب النباتات واختيار نوعية البذور وغيرها[6].
[1] نذير غانية، محمد مسعودي،
الخصائص الاقتصادية لدالة الإنتاج المتسامية لمحصول البطاطا بمنطقة وادي سوف بالجزائر
2018، مجلة معهد العلوم الاقتصادية، العدد 01، 2020، ص 717
[2] ابراهيم بوجلخة ،
محمد يوسف عمامرة ، انعكاس روح المقاولاتية والابداع على واقع تنمية الفلاحة
الصحراوية - دراسة حالة ولاية الوادي ، مجلة العلوم الادارية والمالية ، المجلد 02
، العدد 01 ، جامعة الوادي ، جوان 2018 ، ص 170
[3] نذير غانية واخرون، مرجع سابق، 717
[4] ابراهيم بوجلخة، مرجع سابق، ص 170
[5] عمار سعيد ، عبد الحق بن
تفات ، تقدير الكفاءة الفنية لمحصول البطاطا في ولاية الوادي باستخدام تحليل مغلف
البيانات ، مجلة الريادة لاقتصاديات الاعمال ، المجلد 07 ، العدد 02 ، جامعة قاصدي
مرباح ورقلة ، جانفي 2021 ، ص 313
[6] زكريا جرفي ، الناصر بوطيب ،
دور الزراعة في تحقيق التنمية الاقتصادية في الجزائر - ولاية الوادي - ، مجلة
الاقتصاد الدولي والعولمة ، المجلد 02 ، العدد 02 ، 2019 ، ص 100
أضف تعليق:
0 comments: