في مثل هذا اليوم «20 يناير (جانفي)
1960م»، تعطرت الأرض بدمائك الزكية وارتقت روحك الطاهرة إلى بارئها في زمرة
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وعند ربهم يرزقون بإذنه تعالى.
هذا الشهيد البطل الذي يشيد ببطولاته
الفذة، شيب المستخرب الفرنسي من كثرة ملاحقته، هذا الشهيد الذي قام بمضغ
وبلع كل الوثائق والرسائل التي كانت بحوزته ولو وقعت بأيدي المستخرب لقتل
مئات من رجال الثورة.
المطلوب رقم 7!
الشهيد حساني عبد الكريم المطلوب رقم 7! كان من أعضاء فرقة الكومندوس
السرية، من مواليد بلدية حساني عبد الكريم ولاية الوادي – الجزائر – خلال
سنة 1939م، عاش طفولته مع أترابه بالبلدة، تعلم وحفظ ما تيسر من القرآن
التحق بمدرسة تجيني الطاهر ليرافق أخاه عبد الحفيظ
إلى مدينة برج بوعريريج سنة 1954 بحثًا عن العمل أين استقرا عند أحد
الأقارب بحي دوار السوق وسط المدينة اتخذا طاولة لبيع الحلوى أمام ملعب
البرج (مسعود بوزيدي حاليًا) مصدرًا للرزق.
انضمام الشهيد إلى صفوف التحرير
في ريعان شبابه وبسبب تمتعه بشخصية جذابة
انجذبت إليه أنظار الفدائيين واتخذته صديقًا، فكلف بالقيام ببعض العمليات
ثم انظم إلى المنظمة المدنية لجيش التحرير باعتباره فدائيًا أواخر سنة
1956م، قام بتفجير إحدى الحانات (كان ذلك سببا في التحاقه بصفوف جيش
التحرير) اختير لينظم إلى فرقة الكومندوس، الفرقة التي اختيرت للمهام
الصعبة ضد المستعمر لفك الحصار وإعلاء صوت الثورة وتصفية الخونة وحراسة
القادة عند دخولهم وسط المدينة ونقل الرسائل المهمة والمستعجلة، أصبح ذائع
الصيت مما جعل العدو يكثف البحث عنه وهذا ما عرض أخاه عبد الحفيظ للتنكيل
والتعذيب الشديدين. أثناء وجوده بالجبل تزوج بالمجاهدة الممرضة أمباركة لحرش سنة 1958م.
استشهاده
في يوم 1960/01/20 أثناء تواجده ورفيقه
عجيل الجودي أمبارك والمحافظ السياسي محمد الطاهر نباش بمدينة البرج خرجوا
متخفين في زي نسائي في وقت متأخر من الليل، إلا أن الاستخراب تمكن من
اكتشافهم بالقرب من محطة القطار فمكنا المحافظ السياسي نباش من الفرار وحين
هما بالفرار سالكين أحد المسالك بحي الفيبور (حي الشهداء حاليا) كانا
معتادين على التسلل منه لكنهما وجداه قد أغلق بالأسلاك الشائكة فطرقا باب
بيت مجاور، لم يفتح لهما فأرادا الرجوع فوجدا قوات كبيرة من العسكر والشرطة
تطـوق الشارع من جانبيه وطلب منهما الاستسلام فرفضا ودخلا في اشتباك حيث
واجها رصاص وقنابل العدو بطلقات رشاشيهما إلى أن سقطا شهيدين في سبيل
الحرية.
قام العدو بتشهير استشهادهما برمي منشورات
تحمل الخبر من الطائرات، وإعلان ذلك بمكبرات الصوت على سياراتهم، إضافة إلى
تعليقها على جدران وأبواب المتاجر والمنازل وعرض جثتيهما في الطريق على
مرأى الناس متباهين بما فعلوه، قوبل انتشار خبر استشهاد البطلين بخروج
الجماهير معبرة عن غضبها الشديد بتكبير الرجال وزغاريد النساء الذين سكبوا
كميات كبيرة من العطور على الشهيدين مما جعل رائحة العطر تظل أياما طويلة
تعبق المكان. تدل هذه الحوادث على قيمة وتميز الشهيد حساني عبد الكريم الذي
كان من أشجع أعضاء فرقة الكوموندوس التي كانت تقوم بعمليات استشهادية صعبة
واللذين كانا من آخر الشهداء فيها والتي استشهد كل أعضائها.
نظمت جمعية الذاكرة الولائية لإحياء التراث الملتقى الثاني حول الشهيد حساني عبد الكريم والذي نظم على هامشه عدة أنشطة:
– عرض شريط وثائقي حول سيرة الشهيد.
تم عرضه على قناة الهقار الجزائرية Hogar TV في 2012/11/01م تجدونه على يوتيوب بعنوان روبورتاج الشهيد حساني عبد الكريم.
تم عرضه على قناة الهقار الجزائرية Hogar TV في 2012/11/01م تجدونه على يوتيوب بعنوان روبورتاج الشهيد حساني عبد الكريم.
– إلقاء محاضرات تتمحور حول الثورة وأبطالها.
– إجراء مسابقة ثقافية لتلاميذ الابتدائي.
– مسابقات رياضية.
– أنشودة مهداة للشهيد بعنوان زلزلي يا أرض من تحت زلال كلمات محمد رضا دحمري وتلحين أبو إسلام وأداء فرقة نسمات الصحراء.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
أضف تعليق:
0 comments: