About

مختارة

الاحدث

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Navigation

التاريخ الجيولوجي لمنطقة وادي سوف

التاريخ الجيولوجي لمنطقة وادي سوف
منذ أن تشكلت الأرض من تصلب الغبار الكوني منذ 4.5 مليار سنة وهي في تغير مستمر، فمظهر سطح الأرض في العصر الحاضر يختلف كثيرا عن مظهره في العصور القديمة، وذلك ناتج عن العمليات الطبيعية كالتجوية والحت والحركات التي تؤثر على القشرة الأرضية، وعلى الرغم من أن الحوادث التي طرأت على سطح الأرض لا تختلف بشكل جوهري عما يحدث في عصرنا الحالي فهي تغيرات صغيرة جدا لدرجة لا يمكن ملاحظتها خلال الأزمنة القصيرة إلا أنها خلال الأزمنة الطويلة المقدرة بملايين السنين تؤثر تأثيرات كبيرة وواضحة، حتى أنها تحول قعر المحيطات إلى جبال وتحول الجبال إلى سهول، فتغير صغير يؤدي إلى تأثيرات كبيرة عندما يستمر هذا التغير لملايين السنين، فمثلا لا يمكن الكشف عن عن ارتفاع مستوى البحر ارتفاعا طفيفا خلال مدة زمنية قصيرة، غير أن استمرار هذا الارتفاع خلال عدة ملايين من السنين يمكنه أن يغمر قارات بأكملها.


لقد مرت منطقة سوف والمناطق الصحراوية بصفة عامة بتغيرات مناخية وجيولوجية هامة عبر التاريخ الطويل الذي يقاس بملايين السنين، فقبل 600 مليون سنة وخلال الحقبة الزمنية القديمة جدا والمعروفة بحقبة الحياة الخفية أو العهد ما قبل الكبري Précampien كانت المنطقة أو الأرض التي تتوضع عليها سوف حاليا تقبع تحت مياه المحيط، لذلك فإننا نجد اليوم وفي أعماق منخفضة جدا قد تتعدى 4000 متر تحت سطح التربة رسوبيات بحرية تعود إلى هذه الحقبة الزمنية القديمة.
نتيجة للحركات التكتونية ارتفع مستوى القارات في المراحل الأخيرة من العصور البريكمبرية، مما أدى إلى انحسار وتراجع مياه المحيط وأصبحت الصخور والرسوبيات البريكمبرية معرضة لعوامل التعرية والحت التي أدت إلى تسويتها. بعد ذلك وخلال الزمن الأول (الباليوزوي) Paléozoiqu والذي يمثل الفترة الزمنية الممتدة بين ـ 600 م س إلى ـ 225 م س مرت المنطقة بعدة تغيرات، ففي بداية هذا العهد حدث ارتفاع مستوى البحار وتجاوزها على اليابسة، مما جعل المنطقة تقع من جديد تحت مياه البحار الضحلة، وقد ترسبت خلال هذه الفترة كميات كبيرة من الصخور الكلسية والرملية الغنية بالمستحاثات. وفي نهاية الباليوزوي تعرضت الرسوبيات إلى حركة تكتونية مولدة للجبال تعرف بالحركة الهرسينية Hercynian (نسبة إلى جبال هارز Harz في ألمانيا)، أدت هذه الحركة إلى ارتفاع الأرض وتراجع المياه وأصبحت المنطقة عبارة عن يابسة حيث هيمن مناخ شبه مداري مما ساعد على تطور غطاء نباتي كثيف وقد أسهمت أشجاره الضخمة إسهاما كبيرا في تشكيل غابات كثيفة تحولت فيما بعد إلى طبقات الفحم الحجري والبترول.
خلال عصور العـهد الثاني (الميـزوزوي Mesozoique) والتي تمـتد مـن ـ 225 م س إلى ـ 65 م س عرفت المنطقة تغيرات جيولوجية هامة، فخلال المراحل الأولى من هذه الحقبة الزمنية ارتفع مستوى البحار من جديد وطغي على العديد من مناطق العالم، وغمرت البحار منطقة سوف من جديد، وبمرور الزمن ونتيجة للتغيرات الجيولوجية والحركات التكتونية بدأ انحسار البحار بالتدرج إلى أن انحسر نهائيا خلال منتصف العهد الثالث أي في بداية العهد السينوزوي Cénozoique فخلال هذه الفترة عرفت الأرض تصدعات وزلازل وحركات تكتونية أسهمت في رفع التضاريس مما أدى إلى انسحاب البحار إلى مواقعها الحالية تقريبا.
على العموم، خلال المراحل الزمنية السابقة كانت الحياة على الكرة الأرضية بدائية جدا ممثلة ببعض الكائنات الحية البدائية، وحتى الأنواع النباتية التي كانت تنمو خلال تلك الأحقاب الجيولوجية كانت أنواعا بدائية انقرض معظمها، كما أن الجنس البشري لم يظهر خلال ذلك الزمن، حيث لم يجد العلماء الآثار أو المستحاثات التي تدل على وجود البشر في تلك الفترة الزمنية. أهم فترة زمنية مرت بها المنطقة خلال التاريخ الجيولوجي تتمثل في الحقبة الزمنية الأخيرة والتي تعرف بالزمن الرابع Ere Quaternaire والذي يبدأ منذ ـ 1.64 م س ويمتد إلى يومنا هذا، ففي هذه الحقبة أخذ توزع القارات والبحار شكله النهائي الحالي، كما ظهرت المجموعات الحيوانية والنباتية الحديثة، وأبرز الأحداث التي حصلت خلال هذا الزمن هي ظهور الإنسان على مسرح الحياة، هذا بالإضافة إلى التغيرات المناخية الهامة (فؤاد 1992).
إن الرسوبيات الرملية والصخرية التي تغطي المنطقة حاليا قد نتجت وتكونت خلال هذا الزمن، وعليه فإن منطقة سوف الحالية ما هي إلا إقليم مناخي وجيومورفولوجي ونباتي تشكل خلال الزمن الرابع أي خلال المراحل الأخيرة من العهد السينوزوي Cénozoique.
على الرغم من أن منطقة سوف الحالية عبارة عن منطقة صحراوية قاحلة وذات غطاء نباتي متواضع، إلا أنها لم تكن كذلك خلال المراحل الأولى من الزمن الرابع أي خلال عصور ما قبل التاريخ (حوالي 6000 سنة قبل الميلاد)، ففي هذه العصور كانت سوف عبارة عن أرض رطبة تعرف نسبة عالية من الهطولات وتعج بالحياة الحيوانية والنباتية، وذلك لأن الظروف المناخية السائدة إبان تلك العصور تختلف جذريا عن المناخ الحاضر، ففي عصور ما قبل التاريخ حدثت مراحل جليدية (العصور الجليدية) أدت إلى توسع حجم القطبين المتجمدين وهو ما أثر على مناخ المناطق البعيدة عن القطبين تأثيرا كبيرا، فقد عرفت منطقة سوف في العصور الجليدية مناخا ممطرا رطبا شبيه جدا بمناخ المناطق الأوروبية الحالي وأدى ذلك إلى تطور الغطاء النباتي وازدهاره، وتوجد حاليا العديد من الشواهد والدلائل على الفترة الزمنية الرطبة التي مرت بها المنطقة وأهمها: وجود الكميات الهائلة من المياه الجوفية في خزانات ضخمة تحت أرض المنطقة، حيث تجمعت هذه المياه خلال تلك الفترات الرطبة والممطرة التي تزامنت مع العصور الجليدية، كما أن الشطوط المالحة المتواجدة حاليا مثل شط ملغيغ وشط مروانة وكذلك شط الجريد في الجنوب التونسي عرفت تحولات خلال الفترات المطيرة، فقد تحولت إلى بحيرات شاسعة نتيجة لارتفاع مستوى المياه، ويرى بعض الباحثين أن مجموعات من إنسان ما قبل التاريخ كانت تعيش على ضفاف هذه البحيرات وتتغذى على صيد الحيوانات.
كذلك تعتبر مجاري الأنهار الجافة التي تتخلل العديد من المناطق الصحراوية دليلا على حقبة زمنية مطيرة عرفتها المنطقة، حيث أدت الهطولات المرتفعة إلى توسع مجاري الأنهار وهو ما يؤدي إلى ازدهار الحياة وتطور الغطاء النباتي. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الآثار الحضارية الشاهدة على رطوبة مناخ الصحراء خلال العصور الجليدية ولعل أهمها الرسوم والنقوش الصخرية الموجودة في مناطق قاحلة مثل مناطق الطاسيلي والتي تمثل مشاهد من الحياة اليومية لإنسان تلك الحقبة بجانب قطعان من حيوانات متنوعة معظمها لا يعيش في الصحاري.
سوف والإحتلال الفرنسي: في ديسمبر 1854م وصل العقيد الفرنسي"ديفو" بقواته الهائلة إلى وادي سوف مستطلعا الوضع العام، ثم رجع إلى تقرت ليعلن يوم 26 ديسمبر 1854 على أن "علي باي بن فرحات" ممثل فرنسا وقايد على تقرت ووادي ريغ ووادي سوف. وعمل ديفو على مراقبة منطقة وادي سوف، وحاول إضفاء نوع من الاستقرار عليها عن طريق المراسيم والأوامر، وفرض الضرائب وحث السكان على العمل تحت أوامر "علي باي"، إلا أن المنطقة بقيت مجالا للاضطرابات، وبدأت تحركات رجال المقاومة الشعبية وخاصة سي النعيمي ومحمد بو علاق اليعقوبي وبن ناصر بن شهرة ومحمد بن عبد الله، وحينئذ عمل الفرنسيون على تحقيق نوع من الهدوء في المنطقة، فشيدوا عدة أبراج للمراقبة في الجهات الأربعة لسوف لتأمين القوافل والمحافظة على الأمن، ولكن المقاومة ظلت مشتعلة بوادي سوف وما جاورها وامتدت من عين صالح إلى ورقلة وتقرت وسوف وتبسة ونقرين وبلاد الجريد ونفطة التونسية.
قاد هذه المقاومة محمد التومي بوشوشة، الذي استولى على ورقلة في 5 مارس 1871، وعيّن عليها بن ناصر بن شهرة آغا، وكانت ورقلة تابعة لعلي باي، فاتصل جماعة من شعانبة الوادي ببشوشة وأخبروه بأن "علي باي" أودع أمواله وعياله ببلدة قمار، التي هاجمها بوشوشة يوم 8 مارس 1871 فاحتمت عائلة على باي بالزاوية التجانية، وبعد مفاوضات مع أعيان الوادي، رجع بوشوشة وسلمت عائلة "علي باي"، لكن آغويته لم تسلم من سطوة بوشوشة الذي استولى على تقرت في 13 ماي 1871 وعيّن عليها بوشمال بن قوبي آغا، فصارت وادي سوف تابعة لسلطة بوشوشة.
ولما تأكد للفرنسيين عجز "على باي" أعدوا جيشا بقيادة الجنرال "لاكروا فوبوا" الذي أعد خطة استطاع بها انتزاع ورقلة وتقرت من أنصار بوشوشة في جانفي 1872 واتجه نحو سوف فأخضعها للسلطة الفرنسية وعيّن عليها حاكما من جنود الصبايحية يدعى"العربي المملوك".
والجدير بالذكر أن وادي سوف ما بين 1837 - 1872 كانت ملجأ آمنا للمقاومين، تدعمهم بالمال والسلاح والرجال، ولما انتهت فترة السبعينات من القرن 19 بتصفية فلول المقاومة الشعبية بالجنوب، بدأ الفرنسيون يهيئون الظروف للاستقرار في الجنوب الجزائري، قريبا من الحدود التونسية التي كانت فرنسا بصدد التخطيط لاحتلالها، وتعتبر سوف أهم موقع يمكن استغلاله لتأمين ظهر الفرنسيين.
وتمكنت فرنسا من فرض الحماية على تونس في 12 ماي 1881 وفي مقابل ذلك كُلف الضابط "ديبورتار" - الذي سبقت له المشاركة في احتلال تونس - بتأسيس أول مكتب عربي بالدبيلة القريبة من الحدود التونسية، فكانت المركز الأول للاستقرار الفرنسيين في سوف. ثم أخذت القوات الفرنسية في التزايد بالدبيلة واستمر إلى سنة 1887، وبعد ذلك بدأ العدد يتناقص لأن الإدارة الفرنسية بدأت الاستقرار بقوة في مدينة الوادي عاصمة الاقليم منذ سنة 1882، ويعتبر النقيب "فورجيس" (1886-1887) ثاني حاكم عسكري لملحقة الوادي، والذي خلف الضابط "جانين". واستعان الفرنسيون بالقياد وشيوخ القبائل لادارة شؤون السكان، وصارت الوادي ملحقة منذ 1885 تابعة لبسكرة ثم حُولت إلى دائرة تقرت عام 1893، وشهدت الملحقة بعد ذلك تغيرات مستمرة في حكامها العسكريين.
وفي عام 1902 حدث تغيير في التقسيم الإداري بالجنوب فأصبحت سوف تابعة لإقليم الصحراء، وطُبق عليها الحكم العسكري الذي ضيق الحريات، إلا أن الوعي الوطني برز جليا في ثنايا الطرق الصوفية وخاصة الشيخ الهاشمي وابنه عبد العزيز الذي تأثر برحلاته إلى الزيتونة والمشرق العربي، وتحول من شيخ للزاوية إلى داعية للأفكار الاصلاحية في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكلفه ذلك النفي والتشريد من طرف السلطات الاستعمارية، ومهد ذلك لبروز الحركة الوطنية الاستقلالية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي شرعت في بث الوعي الوطني وتجنيد المناضلين وجمع الأسلحة والتهيئة للثورة التحريرية.

جمع السلاح والتحضير للثورة: بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بقيت مخلفاتها التي تتمثل في الأسلحة والذخائر ، وقد تسرّب من ليبيا وتونس إلى وادي سوف بعضا منها، فأمر المستعمر أعوانه من شيوخ وقياد بجمعها بأي وسيلة، فجمع بعضها وبقي منها الكثير لدى السكان، ووصل ثمن الواحدة حوالي 1500 فرنك قديم، والعلبة الواحدة من الذخيرة ذات 6 رصاصات 20 فرنك قديم. عندئذ شرع محمد بلحاج الذي أسند إليه النظام السري بالوادي مهمة جمع السلاح عبر الصحراء فبدأ بجمع السلاح من مواطني الداخل وتخبئته، ثم بدأ السفر إلى البلدان المجاورة لجلب ما يمكن جمعه من الأسلحة. فمن قرية سناول شرق غدامس بليبيا اشترى محمد بلحاج كمية كبيرة من السلاح ومختلف أنواع الذخيرة، وعند عودته خبأها في غوط نخيل شرق الوادي بقرية الطريفاوي، كما سافر ثانية رفقة الخبير " محمد بن الصادق " وأتى بكمية وافرة من السلاح والذخيرة والنظارات الكاشفةللأبعاد، وفيها وصل سعر البندقية الواحدة أقل من 800 فرنك قديم، حتى أن الحمولة كانت ثقيلة فترك جزءا منها وأخذ عددا أكثر من الابل لجلب الكمية المتبقية. ثم سافر مرة ثالثة رفقة العريف " بوغزالة بشير بن نصر " سنة 1949م وأتى بكمية لا بأس بها من السلاح والذخيرة. وفي الفترة ما بين 1948م و 1953 م سافر " زواري أحمد الصادق " في أكثر من مرة إلى طرابلس وتونس وأتوا بكميات من السلاح حيث خبأ الكثير منها في غواطين النخيل حيث يقع الغوط الأول في نزلة الطلايبة جنوب شرق الوادي والثاني غوط عدائكة شرق تكسبت شمال الوادي
نقل السلاح نحو الشمال: عند توتر الأوضاع وتفتيش المنازل، توقف " محمد بلحاج " عن السفر لجلب السلاح لفترة استغلها في تحويل السلاح نحو الشمال. وقد كانت هذه العملية صعبة وشاقة، واتخذوا في ذلك عدة وسائل منها ما نُقل بواسطة الإبل، حيث قدم إلى الوادي شخصان من زريبة الوادي ببسكرة يقودان قافلة من الإبل محملة بالشعير ، وبعد بيعه حمّلوا السلاح والذخيرة، وأشرف على قيادة القافلة " محمد بلحاج " مرفوقا بـ "عبد القادر العمودي " و" بن موسى بشير" ومعهم عريف الطريق، وبعد وصول القافلة إلى زريبة الوادي و زريبة حامد - التي كانت المركز الاستراتيجي في عملية نقل السلاح إلى الأوراس - وبعد صعوبات في الطريق كاد الاستعمار أن يكشفها، وجدوا شخصان في انتظارهم، وكانت كلمة السر بينهم الاستظهار بنصف ورقة نقدية ذات 20 فرنك قديم يقدمها أحدهم للآخر ليقارنها مع النصف الذي بحوزته، وعند التأكد يسلّم السلاح . وقد تم الأمر كما خُطّط له، ورجع المجاهدون إلى الوادي بعد انتهاء مهمتهم بنجاح. وكما تواصلت عملية ترحيل السلاح والذخيرة على الإبل، نُقل السلاح أيضا بواسطة الشاحنات والحافلات حيث كانت شاحنة نقل الطليان المسافرين الرابطة بين الوادي وبسكرة، وكانت الأسلحة الصغيرة الحجم كالمسدسات والذخيرة توضع في صناديق التمر والشاي وأكياس دقلة نور، أما الصناديق فتُلف في ملاحف وتُغلّف بحصائر ، وبتلك الأسلحة نفّذ المجاهدون في الأوراس أول عملياتهم الفدائية ، وبها فجّروا الثورة التحررية يوم الفاتح من نوفمبر 1954م، بالإضافة إلى " مادة الديناميت " التي يصنع منها القنابل، فكان الشهيد ونيسي الأمين مُكلفا من طرف الحاكم العسكري بالوادي بتوزيع مادة التفجير الفلاحي في " حاسي خليفة " لاستعمالها في إزالة الطبقة الحجرية المتواجدة على سطح الماء عند علف النخيل، وكان ونيسي يُحوّل أكثر من 50% من المادة المذكورة إلى المكلفين بنقل السلاح للشمال ويستخدمها " مصطفى بن بولعيد " في شكل قنابل تقليدية إذ خُصص لها شاب يُدعى " عنتر " كسب خبرة عالية في حرب الهند الصينية، وهذه المادة استعملها المجاهدون في بداية الثورة لنسف معسكرات العدو وتحطيم طرقاته.
معارك وادي سوف: وبالرغم من أن خصائص المنطقة غير صالحة نظريا لخوض المعارك, إلا أنها لم تتخلف عن الركب و كانت هناك معارك كبيرة و مشهورة مع العدو نذكر منها :
معركة حاسي خليفة: - مكان المعركة: شرق حاسي خليفة. - التاريخ: 17 نوفمبر 1954م وهي أول معركة بالمنطقة. - عدد المجاهدين المشاركين: 13. - خسائر المجاهدين: جريح واحد قُبض عليه وهو " شعباني بلقاسم ". - خسائر العدو : 75 قتيل وكثير من الجرحى، كما استحوذ المجاهدون على عدد معتبر من الأسلحة.
معركة صحن الرتم: - مكان المعركة: صحن الرتم بين الجديدة والمقرن شمالا. - التاريخ : 15 مارس 1955م. - عدد المجاهدين المشاركين: 22. - خسائر المجاهدين: 8 شهداء وجريح واحد هو " محمد لخضر عمارة " وأُسر " المقدم مبروك ". - خسائر العدو: ضخمة
معركة هود شيكة: - مكان المعركة: هود شيكة (غيطان نخيل يتكوّن من 200 نخلة وهو ملك لمُعمّر يدعى شيكة) بالجديدة، وقد استعمل فيها العدو الفرنسي الطيران والقومية واللفيف الأجنبي. - التاريخ : 8 - 9 - 10 أوت 1955م بقيادة الشهيد محمد لخضر عمارة المدعو " حمّ لخضر ". - عدد المجاهدين المشاركين : 32. - عدد المجاهدين المجندين في الطريق: 5. - عدد المجاهدين المجندين في المعركة: 8 من بينهم امرأة تدعى " ارحومة مريم ". - العدد الاجمالي للمجاهدين : 45. - خسائر المجاهدين: 31 شهيد ولم ينج من القتل إلاّ واحد هو " قريد عبد المالك " المدعو " الجنة ". - خسائر العدو : أكثر من 600 قتيل وكثير من الجرحى.
معركة الدبيديبي: - مكان المعركة : الدبيديبي ببلدية العقلة. - التاريخ : 15 جانفي 1956. - عدد المجاهدين : 64. - خسائر المجاهدين: 39 شهيد وبعض الجرحى والأسرى. - خسائر العدو : ما يزيد على 70 قتيل وجريح وإسقاط طائرة.
معركة هود سلطان: - مكان المعركة : نواحي تاغزوت، وقد استعمل فيها العدو الطيران. - التاريخ : 16 جانفي 1956. - عدد المجاهدين : 15. - خسائر المجاهدين : 8 شهداء. - خسائر العدو : 120 ما بين قتيل وجريح.
معركة مجزرة رمضان 57: لقد أثمرت جهود القائد الطالب العربي في تنظيم الثورة بسوف، حيث نشط العمل الثوري إلى غاية 1957م، وأصبح للثورة شبكة من الخلايا لجمع المال وإمداد الثورة بالرجال والعتاد تحت إشراف الحاج البشير غربي إمام مسجد ( عَمْرَ ) بحاسي خليفة، وقد لفت هذا النشاط انتباه العدو، وتمكن السفاح " بريدو " وقائد لاصاص " لوكار" من كشف التنظيم المدني الذي كان يمول منطقة زايف والأوراس بالمؤونة والسلاح والمجاهدين، وشرعوا في الاعتقالات الفردية والجماعية، ومداهمة المنازل طيلة شهر رمضان. وتعرض المجاهدون للتعذيب و الإستنطاق، فأحدث مجزرة رهيبة تجاوز ضحاياها 140 شهيدا من كل قرى سوف، وذلك يوم الاثنين أول رمضان 1377هـ الموافق لأول أفريل 1957م، وقد أثرت سلبا على العمل الثوري، والجدير بالذكر أنه لم يتم الإشارة لهذه الحادثة في تقارير السلطات الإستعمارية بالمنطقة.
شهداء وادي سوف: كانت وادي سوف كمثيلاتها في كامل القطر الجزائري سباقة إلى العمل الثوري، بداية باحتضانها للحركة الوطنية ومرورها بالتحضير للثورة، فكانت معبرا للسلاح الذي قامت الثورة بواسطته بطرد العدو الغاصب الذي احتل الأرض واستباح العرض وحاول مسخ ثوابتها من دين ولغة، فلم تبخل وقدمت كل ما يمكن تقديمه من جهد وسلاح ورجال. وقد بلغت الحصيلة التقريبية لشهداء الوادي 768 شهيدا نذكر بعض أسماء القادة على سبيل المثال لا الحصر:
اسم الشهيد تاريخ ومكان الولادة استشهد بتاريخ القائد الجيلاني بن عمر سنة 1926 بالعقلة 20 / 10 / 1955 في معركة الدبيديبي
القائد محمد لخضر عمارة سنة 1930 بجديدة ( الدبيلة ) 10 أوت 1955 في معركة هود شكة
القائد الطالب العربي قمودي سنة 1923 بالوادي 1957
القائد عبد الكريم هالي 1930 بقمار 1957
القائد سعيد عبد الحي 1927 بقمار 1957

مشاركة

أضف تعليق:

0 comments:

انضم الى فريق عمل مجلة وادي سوف وساعد على اثراء المحتوى السوفي على الانترنت انضمام

Aouadi Ilyas

مدير مجلة وادي سوف ومطور مواقع ومصمم جرافيك